وسط إدانات دولية لاقتحام الأقصى.. فصائل المقاومة تتوعد بالرد ووزيران إسرائيليان يطالبان بالتصعيد في غزة والضفة | أخبار
توعدت فصائل المقاومة المسلحة في قطاع غزة اليوم الأربعاء بالرد على الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى والمرابطين فيه، في المقابل دعا وزيران في الحكومة الإسرائيلية لتصعيد عسكري في غزة والضفة الغربية.
يأتي هذا في وقت تعقد فيه جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين بدعوة مصرية أردنية مشتركة لبحث تداعيات اقتحام الاحتلال للأقصى، في حين أبدت المفوضية الأوروبية استياءها من اقتحام الأقصى، مطالبة بالحفاظ على الوضع القانوني للأماكن المقدسة.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء المسجد الأقصى، واعتدت على المعتكفين داخله، واعتقلت المئات منهم، في حين دعا وزيران في حكومة بنيامين نتنياهو للتصعيد ضد الفلسطينيين.
وقالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى، في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عشرات من المعتكفين في المسجد أصيبوا.
وجرى الاقتحام قبيل بدء عيد الفصح اليهودي، الذي يتم الاحتفال به من الخامس إلى 12 أبريل/نيسان الجاري، وبررته سلطات الاحتلال بوجود من وصفتهم بالمحرضين داخل المسجد.
وأظهرت مقاطع فيديو اعتداء الشرطة الإسرائيلية بالضرب على المعتكفين، وبينهم نساء، في باحات المسجد الأقصى، وتكبيل أرجل المعتقلين.
قوات الاحتلال تنهال بالضرب على المعتكفين والمرابطين في المصلى القبلي لإجبارهم على الخروج من #المسجد_الأقصى
pic.twitter.com/DR5iwe4udn— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 4, 2023
وعقب إخراج المعتكفين والمصلين، اقتحم مستوطنون باحات الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت إلى اقتحام الأقصى وذبح القرابين داخل باحاته بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الليلة الماضية المسجد الأقصى خلال صلاة التراويح لإخلائه من المعتكفين، وألقت قنابل الصوت داخل المسجد، وقطعت التيار الكهربائي عن المصلى القبلي، وحطمت باب العيادة الطبية.
ورفعت مآذن القدس دعوات للنفير العام إثر الاقتحام، في حين خرجت مسيرات بالضفة الغربية وقطاع غزة نصرة للمسجد الأقصى وتنديدا بانتهاكات الاحتلال.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك مساعي دولية للتهدئة بعد إطلاق صواريخ من غزة والأحداث في المسجد الأقصى.
صواريخ وغارات
وضمن الردود الفلسطينية على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله، تظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين مساء اليوم الأربعاء قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.
وردد المتظاهرون تكبيرات وشعارات منها “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، و”على القدس ريحين شهداء بالملايين”.
شبان يتظاهرون ويشعلون الإطارات المطاطية قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ تنديداً باعتداءات قوات الاحتلال في المسجد الأقصى. pic.twitter.com/tKArH4IOnF
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 5, 2023
بدورها، أكدت فصائل المقاومة المسلحة في غزة أن الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى والمرابطين فيه سيقابل بـ”رد قادم لا محالة”.
وقالت الفصائل، في تصريح مشترك، إن الاعتداء المتواصل على المسجد الأقصى واقتحامات المتطرفين والتهجم على المرابطين بالضرب والتكسير والاعتقال، عدوان صهيوني خطير يستوجب هبة شعبية وفصائلية شاملة لإشعال الأرض الفلسطينية المحتلة نارًا ولهيبًا تحت أقدام الصهاينة.
وشددت على أنه “إن ظن الاحتلال أن اقتحام الصهاينة لساحات الأقصى والاعتداء على المرابطين فيه قد يمر مرور الكرام فهو واهم”.
وصباح اليوم الأربعاء، أطلقت المقاومة الفلسطينية نحو 10 صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.
وأصاب أحد الصواريخ مصنعا في مستوطنة سديروت، وتبنت القصف ألوية الناصر صلاح الدين.
ورد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية وقصف مدفعي استهدف مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وحمل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية إطلاق الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.
تهديدات إسرائيلية
في هذه الأثناء، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الحكومة إلى الرد بقوة على إطلاق صواريخ من غزة وليس بقصف أماكن غير مأهولة، وفق قوله.
وأكد بن غفير أنه دعا لعقد اجتماع طارئ للكابينت -الذي لم يعقد منذ شهرين- لاعتماد حملة اغتيالات ضد قادة المقاومة في قطاع غزة.
أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فدعا الجيش الإسرائيلي إلى شن عملية “السور الواقي 2” في الضفة الغربية تبدأ في نابلس وجنين.
وأضاف سموتريتش أنه يتوجب تغيير معادلة الرد تجاه غزة عبر ضربات موجعة أكثر.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الأحداث في الأقصى زادت التوتر في غزة والضفة، مضيفا أن أي صاروخ يطلق نحو إسرائيل سيقابل برد مناسب وفعال.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال إن حكومته تعمل على الحفاظ على الوضع الراهن وتهدئة الموقف بعد الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى.
وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة تأهب وجاهزية على كافة الجبهات والساحات عشية عيد الفصح اليهودي، كما أعلن تعزيز قواته على الطرقات في الضفة.
إدانات فلسطينية وعربية
وفي ردود الفعل، نددت الرئاسة الفلسطينية باقتحام المسجد الأقصى، وحذرت من أن تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة سيؤدي لانفجار كبير.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها، داعيا الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر للتوجه إلى الأقصى لحمايته.
بدوره، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديدا جديا للمقدسات، مضيفا أن على الشعب الفلسطيني أن يكون مستعدا للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة، على حد تعبيره.
عربيا، نددت كل من قطر والسعودية ومصر والأردن والكويت والمغرب وتونس ولبنان والعراق وليبيا والجامعة العربية بالاقتحام الإسرائيلي الجديد للمسجد الأقصى، ودعا الأردن ومصر إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث التصعيد الإسرائيلي.
وإسلاميا، استنكرت تركيا وإيران اقتحام المسجد الأقصى.
مواقف دولية
وفي بروكسل، أبدت المفوضية الأوروبية استياءها من اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، مطالبة بالحفاظ على الوضع القانوني للأماكن المقدسة، في حين حذر وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا بالخارجية البريطانية من أن ذلك قد يؤجج العنف.
وقال الناطق باسم المفوضية بيتر ستانو في مؤتمر صحفي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب مجريات الأحداث في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعرب عن بالغ قلق الاتحاد الأوروبي إزاء تصاعد التوتر في القدس.
بدورها، شددت بريطانيا على ضرورة “احترام حرمة ومكانة الأماكن المقدسة وحمايتها”، ودعت إلى وقف فوري للتصعيد إثر الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة فجر اليوم الأربعاء.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني طارق أحمد في تغريدة على تويتر “صدمت من الاستيقاظ على رؤية المشاهد المزعجة لغارة قوات الأمن الإسرائيلية على المسجد الأقصى بالقدس، مما أدى إلى إصابة العديد من المصلين خلال شهر رمضان”.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند إنه مفزوع من الصور التي أظهرت قيام أفراد الشرطة الإسرائيلية بضرب المصلين داخل المسجد القبلي في الأقصى، كما عبّر وينسلاند عن رفضه الشديد لتجميع الحجارة واستخدام المفرقاعات النارية من قبل الفلسطينيين داخل المسجد.
وأضاف في تغريدة على تويتر أن القادة من كلا الطرفين ينبغي أن يعملوا بمسؤولية لمنع أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد حدة التوتر، مؤكدا على ضرورة الحافط على الوضع القائم في المسجد الأقصى تحت الرعاية الأردنية.